

في تضاريس اللون وجغرافيا الرمز، تنهض لوحات الفنان التشكيلي المغربي محمد حستي ، المُنجزة في تسعينيات القرن الماضي ، كفضاء لا يخضع للحدود المألوفة للفن التشكيلي . فهي لا تُعرض بوصفها لوحات بالمعنى الكلاسيكي ، بل كعالم مكتنز بالعلامات والدوال ، يفتح الذاكرة على انبعاث الرموز لا لتزيين السطح ، إنما لتأثيث الأعماق بما يتجاوز الحواس ويعانق طبقات الباطن . إنها مقطع من سيرة ثقافية مشروطة بالهوية ، ومثقلة بقلق الانتماء ، ومشدودة إلى الحفر في ذاكرة الجماعة ، مع توق دائم نحو أفق إنساني أكثر رحابة .


