

بدعوة من جمعية عبق الخريف للثقافة والإبداع بمدينة مكناس في المملكة المغربية، تشارك الشاعرة اللبنانية المقيمة في شيكاغو منيرة مصباح في فعاليات مهرجان عبق الخريف للشعر – دورة سيدي قدور العلمي، الذي تنظّمه الجمعية بين السادس عشر والتاسع عشر من أكتوبر 2025، برئاسة الشاعرة والإعلامية لطيفة السليماني الغراس.
وقد وجّهت الدعوة الرسمية إلى الشاعرة اللبنانية لتكون ضمن ضيوف الدورة الثانية من المهرجان، الذي يحتفي بالشعر العربي ويكرّم رموزه في فضاء ثقافي يجمع بين الأصالة المغربية والإبداع الإنساني.
سبق ذلك وفي أجواء دافئة تعبق بالمودة والثقافة، نظّمت غرفة صديقات أجمل العمر يوم الثامن من أكتوبر 2025 لقاءً احتفائيًا بالشاعرة والناقدة والباحثة اللبنانية منيرة مصبّاح، القادمة من مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية إلى المغرب.
جاء هذا اللقاء تقديرًا لمسيرتها الأدبية والأكاديمية الثرية، واعترافًا بما قدّمته من إبداع وعطاءٍ للأجيال، سواء من خلال أعمالها الشعرية والنقدية، أو عبر مسيرتها الطويلة كأستاذةٍ للّغة العربية في جامعة شيكاغو.
افتتحت اللقاء الدكتورة لطيفة حليم بتقديمٍ أدبيّ مفعم بالتقدير والمحبة، تناولت فيه تجربة الضيفة المكرَّمة ومكانتها في المشهد الثقافي العربي المعاصر، فيما قدّمت الأستاذة خديجة العسري قراءةً نقدية مميزة تناولت فيها أبرز محطات الإبداع في أعمال منيرة مصبّاح الشعرية.
تميّز اللقاء بحضور نخبةٍ من المثقفات والمبدعات المغربيات، اللواتي جسّدن في هذا الفضاء النسائي الجميل روح الصداقة والاعتراف المتبادل بين المبدعات العربيات. وقد عبّرت الشاعرة منيرة مصبّاح في ختام الأمسية عن سعادتها بهذا التكريم الحميمي، مشيدةً بدفء اللقاء وكرم الضيافة المغربية التي جعلتها تشعر بأنها بين أهلها ورفيقات دربها في الشعر والحياة.
غرفة صديقات أجمل العمر التي احتضنت الدعوة تعكس روح المكان المغربي الأصيل، بجماله الهندسي وتفاصيله التراثية الدقيقة. جدرانها المزخرفة بالنقوش العربية والأندلسية تروي حكاية تاريخٍ عريقٍ للمدينة، فيما يعبق المكان برائحة الخشب العتيق والألوان الدافئة التي تتدرج بين الذهبي والبني، فتمنح الزائر إحساسًا بالسكينة والوقار. عند المدخل، يطلّ الباب الخشبي المزدان بنقوش هندسية دقيقة، يذكّر ببوابات المدارس العتيقة في فاس ومكناس، وكأنه يفتح أبواب الشعر ذاته على عالمٍ من الجمال والإبداع. في هذه الغرفة، يلتقي الحاضر بالماضي، وتتحوّل الجلسة الأدبية إلى احتفاءٍ بالهوية المغربية التي تجمع بين الفخامة والبساطة، وبين العمق الثقافي ودفء الضيافة.
وفي منشور مؤثّر على صفحتها، عبّرت منيرة مصباح عن امتنانها لهذه الدعوة، شاكرةً الأستاذة الدكتورة لطيفة حليم، أستاذة الأدب في جامعة محمد الخامس بالرباط، على كرم الاستضافة في منزلها خلال إقامتها في العاصمة المغربية. كما وجّهت تحية خاصة إلى الصديقة الأستاذة خديجة العسري على بحثها القيّم الذي تناول تجربة مصبّاح الشعرية والنقدية وجرى عرضه في حفل التكريم، وعن أجواء الأمسية الثقافية، كتبت منيرة مصبّاح: “صديقاتي المغربيات أصررن عليّ أن أرتدي هذا الثوب الجميل الذي تتلفّح به المرأة، وقد أحببته كثيرًا واسمه (تقشيطة).”
هكذا تتحوّل المشاركة الشعرية إلى جسر إنساني يربط بين لبنان والمغرب، وبين الكلمة والهوية، في لقاءٍ يحتفي بالثقافة العربية المتنوعة تحت مظلة الشعر والضيافة المغربية الأصيلة.


