جاليري

بيان حركة الشعر العالمية | فبراير 2025


يواجه
العالم اليوم وضعاً معقداً تزايدت فيه المخاطر بقدر ما اشتدت الصراعات من أجل الحرية والسلام من جهة وغطرسة القوى المهيمنة منجهة  أخرى. ويحدث هذا في سياق الإفلاس الأخلاقي والفشل المؤسسي للنظام الدولي. وبذلك أصبحت السياسة امتداداً للحرب، تتسمبانتهاكات القواعد القانونية والإنسانية. وما لم تحققه القوى المهيمنة بالعدوان والقوة العسكرية تسعى إلى تحقيقه بالضغط السياسيوالاقتصادي واستخدام أجهزة النظام الدولي لفرض سياسات الدول المهيمنة ضاربة عرض الحائط بالقيم المشتركة ومطالب الشعوب والقوىالمحبة للسلام. ولم يسلم معسكر القوى المهيمنة نفسها من هذه الصراعات.

في هذه الأوضاع، يلعب الشعر دوراً حاسماً في إعلاء القيم الإنسانية، والوقوف إلى جانب قوى الحياة، ورفع راية المقاومة في عالم الوعيوالرؤية والمبدأ دعماً للحرية والعدالة والسلام. وهذا هو جوهر الشعر وقوته الإبداعية.

إن القوة المادية الهائلة التي تمتلكها القوى المهيمنة لم تعد كافية لفرض قيمها البالية المتمثلة في الهيمنة والاحتلال والعدوان الصارخ علىمصير الأمم. ونتيجة لذلك، لجأت إلى الاستفزاز السياسي والحصار الاقتصادي وقمع الحرية والكرامة الإنسانية. وهي تتلاعب بالآلياتالدولية ــ التي كانت تستخدمها في السابق كذريعة للتدخل في شؤون الأمم تحت وهم الشرعية الدولية ــ لفرض تفوق المال والقوة العسكرية. ومن خلال السيطرة على تدفقات رأس المال، وتشكيل الروايات الإعلامية، واستغلال أجهزة الأمم المتحدة، تسعى إلى تحويل ميزانالصراعات لصالحها، متجاهلة إرادة الشعوب. والآن يقف العالم على شفا أزمة أخلاقية عميقة: الاستسلام لقوى الثروة والوحشية والجشع،التي تفكك الروابط الإنسانية التي دعمت التعايش والمثل العليا منذ فترة طويلة.

إن تدخل القوى المهيمنة السافر في أفريقيا، وإشعال الحروب وتأجيج الصراعات للحفاظ على السيطرة الغربية على الموارد الهائلة للقارة،والحصار الذي فرض على كوبا على مدى عقود من الزمان، والهجمات المتكررة على سيادة فنزويلا، هي امتدادات لنفس النمط من العدوانالإجرامي. تتماشى هذه الأفعال مع الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والمحاولات الرامية إلى عرقلة السلام في أوكرانيا،والتحريض على الصراعات في جميع أنحاء العالم. في كل هذه الحالات، تظهر نفس الأساليب: المعايير المزدوجة، والأجندات الخفية،والتضليل الإعلامي، وتشويه الوعي العام، وقمع الحقيقة، والتلاعب بالقيم مثل الحرية والحقوق والعدالة والقانون الدولي.

 

وهنا يأتي دور الشعر والفن والإبداع: لمواجهة الفضيحة، والتمسك بالقيم الجمالية والإنسانية، وقيادة الضمير الإنساني النبيل في دعمنضالات البشرية من أجل عالم أفضل وأكثر حكمة وجمالاً وحق المظلومين في الدفاع عن أنفسهم وأراضيهم، وحق الشعوب في الحريةوالكرامة في أوطانها، وحق الدول في السيادة على أراضيها ومواردها، وحق الأمم في العدالة الحقيقية، وحق الجميع في الكرامة والعدالةوالحياة السلمية.

إن حركة الشعر العالمية بوصفها قوة تغيير إيجابية، تسعى من خلال برامجها وحضورها عبر العالم، إلى توحيد الإرادات الخيرة ضد المصيرالكئيب الذي تسعى قوى الاستبداد إلى فرضه، باستهتار، على الإنسانية جمعاء.

تدعو حركة الشعر العالمية الشعراء والكتاب والمبدعين والمفكرين والإعلاميين والناشطين في جميع أنحاء العالم إلى مواصلة معركة الوعيوالدفاع عن قيم الحق والعدالة، ووضع استراتيجيات فعالة لمقاومة الانهيار الشامل الذي تقوده قوى تضع مصالحها الضيقة في المقام الأولدون الاكتراث بمصير الإنسانية.

تحث حركة الشعر العالمية قادة الرأي والإعلام والدوائر الثقافية على توجيه طاقاتهم الإبداعية لتصميم أساليب جديدة للمقاومة. من خلالإشراك شبكات وعي الشباب والمجموعات الاجتماعية الديناميكية، لتفعيل الإمكانات الهائلة لأولئك الذين يعتزون بقيم الحياة ويعملون منأجل مستقبل مشرق للجميع.

تطلق حركة الشعر العالمية نداءً عالميًامن أجل عالم أفضل جدير بالإنسانيةوتعمل على نشر قيم الحرية والعدالة والسلام وحق الناس فيالكرامة والثقافة والإبداع.

تدعو حركة الشعر العالمية الأفراد والمؤسسات والمجتمعات التي تعمل من أجل العدالة والمساواة إلى تنظيم المزيد من الفعاليات الشعريةوالثقافية والفكرية والفنية بمشاركة وسائل الإعلام لتعزيز القيم البديلة في معارضة تلك التي يفرضها نظام الهيمنة والاستبداد.

تدعو حركة الشعر العالمية جميع الشعراء والكتاب والفنانين والهيئات الأدبية إلى تنظيم فعاليات إبداعية في جميع أنحاء العالم لإظهار الروحالإنسانية الحقيقية الداعمة للحرية والعدالة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى