جاليري

في مشربية … معرض “أندل منفلة” للفنان أسامة إيهاب  

يستضيف جاليري مشربية بالقاهرة هذا المعرض الذي يدور حول المقارنة بين الأنظمة الميكانيكية والنفس البشرية من خلال مفهومالاستغلال“. هناك مقارنة بين أدوار الميكانيكيين والأطباء النفسيين في حياة الفنان، يتأمل أسامة إيهاب  كيف يمكن لكلا المهنتين الاستفادةمن آليات الاعتماد على الآخرين من خلال إقناع العملاء بالحاجة إلى إصلاحات واستبدالات مستمرة، وكيف يمكن للأطباء النفسيينكمااختبرإطالة أمد العلاج لتحقيق مكاسب مالية.

الفنان التشكيلي أسامة إيهاب (مواليد القاهرة عام ٢٠٠٢) يدرس في كلية التربية الفنية، وهو يعبر عن نفسه من خلال تقنيات تجريبيةمتنوعة، تشمل الرسم والتصوير والمونو برينت على مواد متنوعة.

استغلال الآلة والنفس البشرية

في هذه السلسلة من الأعمال، يستكشف الفنان تشابهاً عميقاً بين الأنظمة الميكانيكية والنفس البشرية، مسلطاً الضوء على كيف يمكنإخضاع كليهما لدورات من التبعية والاستغلال. من خلال لغته البصرية، يتناول الفنان فكرة أن آليات الإصلاحسواء فيما يتعلق بالآلات أوالعقوليمكن التلاعب بها للحفاظ على حالة دائمة من النقص والحاجة إلى التصحيح المستمر.


يكمن جوهر هذا الاستكشاف في علاقة الفنان الشخصية بمحركات الدراجات النارية، التي رغم صيانتها المتكررة، تستمر في التعطل. هذاالتكرار المستمر لحلقات الانهيار والإصلاح يصبح استعارة للصراعات النفسية التي يمر بها الإنسانوكيف أننا نواجه حالات من عدمالاستقرار العاطفي أو العقلي ونجد أنفسنا عالقين في أنظمة تعدنا بالشفاء لكنها في الواقع قد تطيل معاناتنا. من خلال المزاوجة بين عوالمالميكانيكا وعلم النفس، ينتقد الفنان الطريقة التي تستغل بها بعض المهن هذا الاعتماد؛ إذ يعمل الميكانيكيون على ترسيخ الحاجة إلىالتبديل المستمر للأجزاء، بينما يرى الفنانانطلاقاً من تجربته الشخصيةأن بعض الأطباء النفسيين قد يطيلون فترة العلاج لتحقيقمكاسب مادية.

تعكس الأعمال نفسها هذا التوتر من خلال مزيج من الرسومات الفنية التقنية والتراكبات التعبيرية الفوضوية. في القطعة الأولى، يظهر محركمفكك مصحوباً بعبارات عربية: “اضرب كمانو**”عايز أتوب“**، مما يعزز فكرة الصراع والمعاناة والدوران في حلقة مفرغة من الإصلاحوالفشل. في التكوين الثاني، تظهر شخصيات بشرية تتفاعل مع الآلات، مما يوحي بعلاقة أكثر تعقيداً بين الإنسان والأنظمة التي يعتمدعليها. أما العمل الثالث، فيمزج بين العناصر الميكانيكية والعضوية، مطموساً الخط الفاصل بين هشاشة الإنسان وتآكل الآلة.

من خلال هذه التأملات البصرية، يدعونا الفنان إلى التفكير في هشاشتنا الخاصةكيف نتعامل مع الفشل، وكيف نسعى إلى التعافي،وهل الأنظمة التي نثق بها تعمل حقاً لصالحنا، أم أنها مجرد أوهام تُبْقينا في دائرة لا تنتهي من البحث عن الإصلاح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى