
كيف لا يُزهِرُ نوّار !؟
كيف ترتمي البراءةُ في جفنِ الردى !؟
كيف لا تُشعُّ ٱلۡفُلۡكِ في وميضٍ من شُهُبٍ !؟
كيف للؤلؤةِ رقاقاتِ الثلج ببُلوراتها السُّداسيّةِ ألاّ يخترقها الصوت!؟
كيف لا يعتلي قدموسُ معموديّة المعرفة !؟
وكيف لا يرجعُ المُهتدون إلى احتضانِ روحكِ!؟
*
أُتركي يا مي بريش منازلَ النرد
أُتركي نجواكِ تُسبّح الله ،
أُتركي التأمُّل في مِحراب أشجاني،
أُتركي كل تلاوين الحنين …
**
هي أعمارنا، لحيظاتنا تتعبّد قهقهاتنا وصمتنا؛
هي مشاويرنا بلطفِ الدفء ،
و سنوننا .. تسطعُ صلاةَ انعتاق
أسمعُكِ تقولين:
كم “كان عاماً مليئاً بالضيقِ حدّ الاختناقِ فالفَرج”
و السنونوةُ تُغادر الدُنى و مواسم الهجرة ..
ويقطِف الله زهرةَ نرجسٍ من شِغاف روحي ..
بهيَّةٌ ألوان الدنيا ، هي يا ” مي ”
حيثما تسكنكِ لطائف العبير
والياسمين
كما
تغريدة الكروان،
تستلقين في حاضنةِ المحبّة .
**
ويستلُّ اللهُ ومضة عينكِ،
غمرة من سهر،
و”سطيحات” الديار تتنادى لُقياكِ
هي ضحكتُك وسعها وسع الكون، بهجة الديار.
ويستلُّ اللهُ من محياكِ خيطاً
فيتوضّأ منكِ الفرح
يشمُّ عبقُكِ
يغزل .. ويغزل .. ومن ثمّ … يغزل
شرنقة للحنين
ويخرجُ الياسمين في نهارِ الشمس
مُتمايلاً، مُتراقصاً مُنشداً والعصافير :
فالمحبّة يا
“ميموزتي” الجميلة منكِ وفيك،
تستقين رؤاها من نبضِ صفائكِ الكوني
شرايين النجوم ،
عطراً أُقحوانيّاً لقلبي
*
يتثاقلُ النورس ما بين الانعتاقِ والانتظار
أيام .. وأيام..
ساعات.. وساعات..
هنيهة و هنيهة..
بُرهة من ترهُّب صوفي؛
يُغلِقُ حارسُ الحديقةِ الأزهار ،
أتنطلقين والمُنى..
**
مي بريش أُختي
بائتلافِ الرُّوح
أنشودةُ رياحين الفرح والمحبَّة
تطوفُ .. ومن ثمّ تطوف … وتطوف …
***
منى رسلان
أستاذةُ النَّقد الأدبيّ والمنهجيَّة ، كليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة، في الجامعةِ الُّلبنانيَّة