
تراكم الكاتبة عبير الطاهر تجربتها السردية الموجهة للطفولة وها هي تضيف كميا وكيفيا لهذه المدونة نصا جديدا تحت عنوان “أين قطة ياسمين؟”وقام برسم جزء هام من القصة تشكيليا الفنان علي عمرو.
وجاءت القصة على شاكلة سؤال كما يدل على ذلك عنوانها لتبدأ رحلة البحث المشتركة بين الأخوين لينتقل الأطفال ويشاهدون معهما التفاصيل المعمارية لبيتهم والتي احتوت على مكتبة هامة ولوحات و معلقات وأدوات تلوين وفرشاة وتواجد الكتب في كل مكان وقراءتها على كرسي امام المدفأة وهو تقليد الكبار يستحسنه الصغار أيضا وقد امسك الولد كتابه وكأنه يقلد والده أو جده وعند مرورهم بالمطبخ استحسنوا أكل الكعك الشهي وقد طالت الرحلة ربما لأن اللوحة الأخيرة تدل على عودة الأطفال والظلمة قد داهمهما.
وإن طالت رحلة البحث عن القطة وإصرارهما على إيجادها فلأنهما يحبان هذا الحيوان الأليف المتواجد تقريبا في كل البيوت والدور والقصور.
وخلال الرحلة اكتشف الطفل – القارئ المتابع بقية الحيوانات المتواجدة بالبيت المرغوب فيها وغيرها التي تفرضها البيئة والمحيط وتكون مما يقلق أصحاب الدور ومن الحيوانات التي تواجدت ببيت الأبطال الفأر والضفدعة والجرذ والقرد والخروف والكلب ومما يستوقف الطفل القرد يمكن لبعض الناس تربيته أو يكون هذا المنزل لبيطري أو بيت قريب من الغابة لتنشيط الطفل وهو يطالع هذه القصة فالكاتبة لم تضع الحيوانات اعتباطا بل لديها أبعاد تربوية ومعلوماتية ومعرفية .
ولماذا تواجد القط بمسكن الكلب ربما للعلاقة الحميمية بين الحيوانين في تصور آخر لتجاوز العلاقة العدائية بين الكلب والقط أو في غفلة وغياب الكلب توجه القط للنوم والاستراحة عند بيت الكلب أو أراد أن يمتحن حبهما له فاختبأ هناك فقط بعيدا على غرف البيت والعديد من الأسئلة التي تصاحب الطفل – القارئ عند استثمار القصة مع مربيته أو في المكتبات العمومية ونوادي القصة والمطالعة .
تقنيا احتل الكتاب منزلة بين منزلتين فلا هو كتاب يمكن تصفح أوراقه والسفر ذهنيا مع الأطفال الأبطال في أماكنهم أكانوا في الغابات أو القصور أو الفضاء أو قصة مسموعة مقروءة صوتيا لتكون القصة تفاعلية فالطفل – القارئ سيكتشف بالحركة عبر طي بعض الأمكنة مما يزيد من التفاعل الايجابي وانخراط القارئ في القصة ذهنيا وحسيا والأمكنة الممكن أن يتواجد بها القط المفتش عنه ففي كل مرة يقع تحريك الجدار الخشبي لبيت الكلب أو فتح الباب أو الخزانة أو بجانب المدفأة أو تحت القفة أو ببيت الحمام أو في صندوق ورقي أعلى المكتبة أو تحت الكرسي وهكذا يتم تشريك القارئ في هذه الرحلة الممتعة مع سؤال طرح في الصفحة الأولى بعد كتابة اسم ولقب صاحب القصة بعد شراءها يقول النص” يوجد في كل صفحة عنكبوت وبطة ابحث عنهما”
أما عن ياسمين فقد وصفت قطتها بأنها عفريتة تختبأ ولا يمكن أن نراها وهذا ما يفسرطول الرحلة في البحث عنهاوكسولة أيضا تنام قرب المدفأة وهذا حال كل القطط التي تغريها حرارة المدفأة في فصلي الخريف والشتاء .
أما عن القرد فدائم المشاكسة والحركة وقد أحدث فوضى بالمطبخ ماسكا في فمه ملعقة وعلى رأسه قدر .
ويهدف هذا النص كما تقول صاحبته” تبحث ياسمين عن قطتها ويشاركها البحث أخوها علي من خلال البحث عن القطة يتعلم الطفل بعض المفردات الدالة على المكان بطريقة مرحة وممتعة” كما يتعلم التشاركية والبحث الثنائي وغيرها من الرسائل المبثوثة في السردية كالتعاون فاليوم قطة ياسمين إن رفض علي فلن تفتش معه على كرته إن ضاعت ومن هنا تتدعم أواصر الحب الأخوي كما تعلمنا الرسومات والتي تعد سردية مرسومة أهمية تزيين منازلنا ودورنا بالإطارات لأفراد العائلة الأحياء منهم والأموات أو الشهادات المدرسية واللوحات التشكيلية التي يقع توزيعها على غرف البيت كما تواجدت الأصص بعدة زوايا لتمرير الثقافية البيئية والجمالية أين ترافق الزهور والورود حياتنا متمتعين بالمنظر الخلاب وبالرائحة العطرة .
صاحبت القصة لغة ومفردات كانت في خدمة نصها ورحلة الأطفال صاحبتهالا جمل التعجب والاستفهام وهي فرصة للقارئ أن يتعود ويتعلم التعامل مع هذه الجمل قرءة وفهما واحتياجا وهذا في الأخير ما فرضتها الرحلة .