
في غضون خمس سنوات قصيرة فقط، تحوّلت دار “بِنبرِنْتس للنشر” من رؤية شغوفة إلى قوة أدبية عالمية نابضة بالحياة. تأسست في عام 2020 على يد الثنائي الديناميكي سوبريو وشريتانوي تشاكرابورتي، لتنجح في حجز مكانة فريدة في عالم النشر، من خلال المزج بين القيم التقليدية والآفاق الحديثة. فمن الشعر والسرد إلى الأعمال الأكاديمية والكتب المصوّرة، تبنّت الدار طيفًا واسعًا من الأصوات – الصاعدة والراسخة، المحلية والدولية. لقد مكّنها التزامها بالتحرير الجيد، والعلاقات العادلة مع الكُتّاب، والتسويق الاستراتيجي، من نيل تقديرات مهمة في الجوائز الأدبية الكبرى، وإدراج أعمالها في مكتبات مرموقة مثل مكتبتي أكسفورد وهارفارد. لكن ما يتجاوز الأرقام والجوائز، هو أن “بِنبرِنْتس” مشروع إنساني عميق؛ احتفاءٌ بالحكايات، والإبداع، والتنوّع الثقافي. في هذا الحوار الحصري، نستكشف استراتيجيات الدار ومحطاتها الملهمة، ونلقي نظرة على ما ينتظر هذه النجمة الصاعدة في عالم النشر الأدبي.

س: لقد حققت “بِنبرِنْتس” حضورًا عالميًا لافتًا خلال خمس سنوات فقط — ما الاستراتيجيات الأساسية في المبيعات والتسويق التي ساعدت العلامة على عبور الحدود بهذه الفاعلية؟
ج: بدأنا رحلتنا في عام 2020، ومنذ ذلك الحين حرصنا على أن يكون لكل كتاب لدينا خطة ترويج وتسويق وتوزيع منظمة على مستوى العالم. نحن نؤمن، كدار نشر تقليدية، بضرورة تشجيع الكتّاب على إطلاق طاقتهم الإبداعية الهائلة، ورعاية المواهب الجديدة عبر الحدود. كتبنا متاحة عبر الإنترنت، وفي بعض المتاجر غير الرقمية المختارة، كما تتوفر على Google Books وGoogle PlayStore.
س: ما الفئات أو الأنواع الأدبية التي تركّز عليها “بِنبرِنْتس”؟ وهل هناك ثيمات أو توجهات أدبية تتميّز بها الدار؟
ج: في بداية مسيرتنا ركزنا على نشر الشعر، مدفوعين بدعم الكتّاب الكبار لنا. ومع الوقت، توسّعنا إلى أنواع متعددة، واليوم ننشر مجموعات شعرية، قصصًا قصيرة، روايات قصيرة، كتبًا غير روائية، ترجمات، وكتبًا مصوّرة غنية بصريًا مثل كتب الطاولة (coffee table books)، التي تضم أعمالًا حائزة على جوائز. كما نلبي احتياجات جمهور واسع من القرّاء في المجال الأكاديمي والبحثي. أحد أقسام “بِنبرِنْتس” يعمل بشكل فعّال مع الكليات والجامعات، ويقدم خدمات تتعلق بنظام إدارة المجلات الأكاديمية (JMS)، لضمان دعم سلس للنشر العلمي.
س: هل يمكنكم إطلاعنا أكثر على المؤلفين الذين ينشرون لدى “بِنبرِنْتس”؟ وهل هناك أصوات دولية أو صاعدة أصبحت مرتبطة بالدار؟

ج: جميع مؤلفينا هم مصدر فخر لنا، فنحن نشاركهم علاقة وثيقة وعاطفية كدار نشر. من بينهم الشاعر الحائز على جائزة “جاينتا مهاباترا”، غوبال لاهيري، الذي نُشر له معنا كتاب “صباح زهرة الشقائق وأشعار أخرى“، وتم ترشيحه لجائزة Wise Owl الأدبية. كذلك يُعد كابير ديب من أبرز الأصوات الشابة في الشعر الهندي المعاصر، وقد ترشح كتابه “سيرة المعارك التي بلا دم“ لجائزة Muse India Young Writer 2024، كما أُدرج في القائمة القصيرة لجائزة Sahitya Akademi Yuva Puraskar 2025، وهي الجائزة التي تقدمها الأكاديمية الوطنية الهندية للآداب، التي أُنشئت عام 1954.
أما ميهايلا غليغور، الباحثة الرومانية في أدب طاغور والأكاديمية المعروفة، فقد نشرت معنا كتابًا غير خيالي بعنوان “نشيد التين البنغالي“، وقد حظي باهتمام عالمي واسع. ولدينا مؤلفون دوليون آخرون مثل ميناكشي موهان من ماريلاند (الولايات المتحدة)، لوبامودرا بانيرجي من دالاس، وتشيتالي سينغوبتا من هولندا، وجميعهم يمتلكون أعمالًا متميزة في الشعر والترجمة مع “بِنبرِنْتس”. كتاب تشيتالي “عبر العوالم المتألقة وقصص أخرى“ هو مثال رائع على السرد العابر للثقافات، والتنوع السردي الذي يتجاوز الحدود الثقافية، وقد وصفته صحيفة Groot Eindhoven الهولندية بـ”العمل الرهباني” – أي “الجهد الجبار”. مؤلفونا لديهم شبكة واسعة، وتُقرأ أعمالهم على نطاق عالمي.

س: بالنظر إلى أن خمس سنوات تُعدّ فترة قصيرة في عالم النشر، ما هي النقاط التحولية أو المحطات الأساسية التي جعلت هذا النمو ممكنًا؟
ج: منذ البداية، حرصت “بِنبرِنْتس” بصفتها دار نشر تقليدية، على الشفافية الكاملة في سياساتها — بدءًا من توقيع اتفاق مكتوب مع المؤلف، ومرورًا بتحرير ومراجعة النصوص بدقة، واللجوء إلى مراجعين محايدين لتقييم المخطوطات، واكتشاف قنوات بيع وترويج وتسويق مناسبة ومتاحة. كما شاركنا في معارض كبرى مثل معرض كولكاتا الدولي للكتاب، معرض نيو تاون، ومعرض آسام للكتاب. نحرص على دفع حقوق المؤلفين في الوقت المحدد، وعلى فهم جمهورنا المستهدف والوصول إلى أسواق جديدة. أضف إلى ذلك إدراج كتبنا في قوائم جوائز مرموقة، واهتمام الصحف والمجلات والدوريات العالمية بها، مما وفر لنا منصة واسعة وشاملة.
س: كيف تضمن “بِنبرِنْتس” الظهور والتقدير النقدي في أسواق مختلفة — خصوصًا فيما يتعلق بالمراجعات، والترجمات، والجوائز؟
ج: لدينا قائمة من النقّاد والمراجعين الوطنيين والدوليين، غالبًا ما يوصي بهم مؤلفونا أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، نرسل كتبنا إلى مكتبات وأقسام أكاديمية مختارة، محليًا وعالميًا، بما في ذلك مجلة الأدب الهندي الصادرة عن أكاديمية Sahitya. كتاب الشاعر والأكاديمي تابيشوار براساد إبرة الليل، الذي نشرناه، أُدرج في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد ومكتبة جامعة هارفارد. كما تتم ترجمة بعض أعمالنا من البنغالية إلى الإنجليزية، ومن الإنجليزية إلى الهندية، من خلال خبرات أكاديمية متخصصة. نحرص أيضًا على ترشيح كتبنا لمعظم الجوائز الكبرى.
س: ما الدور الذي لعبته التكنولوجيا أو النشر الرقمي في توسّع “بِنبرِنْتس” عالميًا ووصولها إلى القرّاء؟
ج: رغم كوننا دار نشر تقليدية، إلا أننا لا نكتفي بالنشر الورقي، بل نتيح كتبنا بصيغة كيندل، وعلى Google Books وGoogle PlayStore. كما نبذل جهدًا مستمرًا للوصول إلى جمهور عالمي أوسع، من خلال تحسين محركات البحث (SEO) المعتمد على الإيرادات، والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحملات البريد الإلكتروني، ومقاطع دعائية للكتب، وزيادة مشاهدات الموقع والمبيعات، وندوات عبر الإنترنت، وفعاليات افتراضية لتعزيز التفاعل عبر المناطق الزمنية المختلفة.
س: من هم الأفراد أصحاب الرؤية أو الشخصيات المؤسسة وراء “بِنبرِنْتس”؟ وما الذي ألهمهم لإنشاء دار نشر بهذه الحيوية والاتصال العالمي؟
ج: سوبريو تشاكرابورتي، خريج كلية بريزيدنسي وجامعة كلكتا المرموقتين في الهند، هو المدير المؤسس لـ “بِنبرِنْتس للنشر”. أما شريتانوي تشاكرابورتي، خريجة المؤسستين نفسيهما، وأكاديمية وكاتبة ورسامة، فهي المديرة التحريرية الفخرية. كمبادرَين، أراد الزوجان العمل على مشروع ينبض بالشغف، ويُلهب الإبداع في كل وقت، ويسمح لهما بالعمل من أي مكان في العالم. وبما أنهما من عشاق السفر وسرد القصص، كان سوبريو هو من قرر توثيق اللحظات عبر الكتب. وفي عصر الهيمنة الرقمية، أرادا معًا أن يقدّما لقرّائهما “رائحة الصفحات الطازجة”.
س: هل لدى “بِنبرِنْتس” شراكات مع مكتبات، أو مهرجانات أدبية، أو مؤسسات أكاديمية تدعم شبكتها العالمية؟
ج: لدينا قنوات فعّالة مع مكتبات مختارة في الهند، كما يُدعى مؤلفونا للمشاركة في مهرجانات أدبية مرموقة في الهند وخارجها. على سبيل المثال، لقيت كتب مثل مراثي الأرض للشاعرة أجنتا بول، وألحفة قوس قزح المغبرة للكسميشري بانيرجي، وإتيزيان::باراهماسي لأميت شانكار ساها، صدى واسعًا في لقاء تاتا كلكتا الأدبي 2024، ومهرجان تشاندربهاجا الشعري في أوديشا. كما تتعاون “بِنبرِنْتس” بشكل وثيق مع كليات وجامعات محلية ودولية لاستضافة برامج أدبية دورية.
س: كيف تدعم “بِنبرِنْتس” التنوع في الأصوات — خصوصًا الكتّاب من ثقافات أو لغات غير ممثلة؟
ج: نحن نؤمن بسياسة “لا تمييز” في رعاية وتسويق الثقافات واللغات غير الممثلة. فالمساواة ليست مجرد شعار، بل نمارسها فعليًا في كل مراحل العمل. في إطار مشروعها للمسؤولية المجتمعية (CSR)، قامت “بِنبرِنْتس” برقمنة بعض القرى المختارة في شمال البنغال، كما لدينا مشاريع قادمة لترجمة بعض اللغات المهددة بالاندثار إلى الإنجليزية، وسنعلن التفاصيل قريبًا.
س: ما القادم بالنسبة لـ “بِنبرِنْتس”؟ هل هناك مشاريع، سلاسل، أو شراكات مثيرة يجب على الوسط الأدبي أن يتابعها؟
ج: نخطط لافتتاح مقاه – ومكتبات في مدن هندية مختارة، وبعض المناطق الريفية، لتعزيز ثقافة القراءة. كما ننوي إحياء بعض المشاريع الكلاسيكية. من أبرز مشاريعنا الحالية كتاب “أبحث عنك بالغناء“، وهو مجموعة مقالات عن أغاني طاغور للكاتب مايناك تشاكرابورتي، ويضم لوحات فنية لأنكيتا سانيا، مع رموز QR تتيح للمُطالِع الاستماع لأغاني طاغور بصوت المغنية تانيا داس. كذلك، نال كتاب البروفيسور في معهد التكنولوجيا الهندي والكاتب والرسام والمغني نيرماليا جوها “كل هذه القصص عن الأرض“ شهرة عالمية، لما يضمه من خرائط مرسومة يدويًا وشخصيات وأماكن مبتكرة