
شاركت الكاتبة المسرحية النيجيرية إيستر أديلانا في «اللقاء الإبداعي لثلاث قارات»، وهو المهرجان العابر للقارات الأول للترجمة الأدبية، الذي نظمته سلسلة إبداعات طريق الحرير.
انضمت أديلانا إلى خمسة كتّاب آخرين هم: هيمانت ديفاتي (الهند)، تشاو شوي (الصين)، إينا ناتشاروفا (روسيا)، ميخوش عبد الله (أذربيجان)، ومياو يي – تو (تايوان)، حيث جرى نقل أعمالهم من الإنجليزية إلى العربية بقلم مؤسس سلسلة إبداعات طريق الحرير، الأديب أشرف أبو اليزيد.
وترجمة مسرحية أديلانا “إيبالي: الجرة المكسورة” تمثل المرة الأولى منذ عقود التي يُترجم فيها عمل لكاتبة نيجيرية من قبائل اليوروبا إلى العربية، في إشارة بالغة الدلالة إلى نقطة التقاء بين الثقافة العربية والإفريقية.
وعن معايير اختيار المؤلفين والأعمال المشاركة في المهرجان، قال أبو اليزيد إنه استرشد بعمق النزعة الإنسانية الكامنة في هذه النصوص الأدبية، وبقدرتها على إيجاد صدى مشترك بين الثقافات العالمية والعربية. وأضاف عن مسرحية أديلانا:
“أدهشني التشابه شبه التام بين عادات الزواج لدى اليوروبا وتقاليد الريف المصري؛ مثل إعلان عذرية العروس على الملأ، والإشهار العلني لاكتمال الزواج. والأكثر إدهاشًا حضور الأسطورة في هذه الممارسات، بما يتجاوز اللغات والحدود الثقافية. هذا التوازي يُبرز صدى محليًا قويًا في مصر مع نص مسرحي إفريقي قادم من نيجيريا”.
ورغم أنّ هذه هي أول ترجمة لأدب نيجيري ينجزها أبو اليزيد، إلا أنها لن تكون الأخيرة، إذ أشار إلى خطط يجري العمل عليها عبر علاقاته الثقافية وانتخابه مؤخرًا نائبًا لرئيس اتحاد كتّاب إفريقيا (منطقة شمال إفريقيا). ومن خلال الاتحاد أطلق مبادرة لترجمة الأدب الإفريقي إلى العربية، مع توقّع ترشيحات من الكتّاب النيجيريين وأعضاء غرب إفريقيا لترجمة المزيد من الأدب النيجيري إلى العربية.
ويجدر بالذكر أن هذا الجهد ظل وما يزال جهدًا فرديًا خالصًا من أبو اليزيد، الذي بدأت علاقته الشغوفة بالترجمة منذ أيام دراسته الجامعية في قسم اللغة الإنجليزية. يقول:
“أتذكر محاولاتي الأولى مع قصائد أودن ووردزورث وسونيتات شكسبير. ومن هناك انطلقت إلى آداب العالم بالإنجليزية، وبعد التخرج ترجمت الشعر الصيني من الإنجليزية، وكذلك أعمال الشاعرة الإغريقية سافو”.
غير أن الانطلاقة المؤسسية لم تأتِ إلا في عام 2016، حين أسس سلسلة إبداعات طريق الحرير، مركّزًا على ترجمة الأدب غير الأوروبي من إفريقيا وآسيا، ومنها جاءت تسمية المهرجان “اللقاء الإبداعي لثلاث قارات”.
وفي هذه الدورة الأولى، ضم المهرجان كتّابًا ترجم لهم ، لكنه سبق أن نشر أعمال كتّاب آخرين ومترجمين في سلسلة إبداعات طريق الحرير وأنطولوجيات الشعر المرتبطة بها. ويصف أبو اليزيد هذه السلسلة بأنها “شغف شخصي بدأ برحلة فعلية عبر بلدان طريق الحرير، حيث زرت 37 بلدًا، ونشرت مكتبة الإسكندرية موسوعتي طريق الحرير باللغة العربية”.
ورغم انفتاحه على أي دعم خارجي لتوسيع نطاق توزيع هذه الترجمات وقراءتها، فإن دوره كناشط ثقافي و«مثقف عضوي» ــ ارتقى بمجهوده من طبقة اجتماعية لا تُنتج عادة مثقفين، وبقي مرتبطًا بها ــ يضمن أن تكون اختياراته بعيدة عن أي تأثير سياسي أو أيديولوجي. ويقول:
“أفعل ذلك طوعًا، مقدمًا هذه الكتب مجانًا بصيغ رقمية، أو بأسعار رمزية عبر الطباعة عند الطلب. واليوم، تُتداول هذه الأعمال رقميًا ومطبوعًا عبر القارات”
وعن أهمية الترجمة الأدبية، يؤكد أبو اليزيد:
“الترجمة فعل إنساني وحضاري. وربما على الحكومات الإفريقية أن تراها وسيلة لتعزيز وحدة الشعوب والقارة”.
وقد أُطلقت الترجمات العربية للأعمال التالية خلال المهرجان الافتراضي في 3 سبتمبر 2025:
ملحمة أوراسيا (تشاو شوي)، أنا كليوباترا (إينا ناتشاروفا)، فضاء رتيب يبعث على الكآبة (هيمانت ديفاته)، هن بنات سيرايا (مياويي – تو)، الطابق السادس (ميخوش عبد الله)، وإيباله: الجرة المكسورة (إيستر أديلانا).
نشر هذا التقرير في ليدرشيب نيوز النيجيرية، شكرا للمحررة Livin Green