أدبإعلامرحلات

جامعة غرناطة تترجم قافلة حكايات أشرف أبو اليزيد المغربية إلى اللغة الأسبانية

قامت باحثتان في  كلية الترجمة والتفسير بجامعة غرناطة بترجمة كتاب أدب الرحلات (قافلة رحلات مغربية) للكاتب أشرف أبو اليزيد إلى اللغة الإسبانية، وذلك ضمن نشاط الجامعة الأكاديمي للموسم 2019 / 2020.

وجاء في التنويه عن المشروع أن الترجمة العربية- الإسبانية للمراجع الثقافية تعتبر من أهم التحديات عند ترجمة عمل ما، مثل تلك الواردة في كتاب (قافله حكايات مغربية) للرحالة أشرف أبو اليزيد، والذي كان موضوع عمل كل من الباحثتين أستريد روز مارزو  Astrid Ruz Marzo وألبا جراندال جاليوت  Alba Grandal Galeote ، بإشراف د. أحمد مباركي Ahmed Kissami Mbarki  وكمحاكاة لمهمة مهنية، تمت ترجمتها جزئيًا وتفسيرها من حيث تحديات الترجمة المتعلقة باللغتين العربية وكذلك المملكة المغربية.

رحلة قرطبة، بقلم وعدسة أشرف أبو اليزيد، نشرت أولا في مجلة العربي

كان العمل الجماعي عاملاً أساسيًا لعدم إغفال أية تفاصيل ثقافية وتقديم التعليقات. في هذه العملية، تم تطوير نظام النسخ الخاص بالباحثين المترجمين وإضافة مسرد بكل تلك المصطلحات التي يمكن أن تجعل قراءة النص الهدف أمرًا صعبًا لأنها غريبة بطبيعتها. كانت النتيجة ترجمة الكتاب في جزأين، محاكاة لمراس لجنة مهنية تقوم على نقل نص يستهدف القراء الإسبان.

الترجمة والتفاسير الشارحة والمراجع التي جاءت في جزأين، قدمت الأول ألبا جراندال جاليوت، فيما قدمت الجزء الثاني أستريد روز مارزوألبا، وكلا الجزأين بإشراف مسؤول التدريس أحمد كيسّامي مباركي، للدورة الأكاديمية 2019/2020.

منذ صدوره حظي (قافلة حكايات مغربية) باهتمام الباحثين والإعلام والرحالة، فقدمه صالون جنان أركَانة الثقافي في روما، إيطاليا (أبريل 2021)، بإشراف وإدارة الشاعرة دليلة حياوي وسط نخبة من مبدعي أدب الرحلة والشعر والتصوير، باللغتين العربية والإيطالية.

وفي مصر نوقش الكتاب في اتحاد كتاب مصر (فبراير 2020)، بدعوة من الروائي حمدي البطران رئيس شعبة أدب الرحلات بإتحاد الكتاب وحضور مقرر الشعبة الروائي والناقد سيد الوكيل و الإعلامية مروة السيد، والكاتبة المسرحية والروائية هالة فهمي، والشاعرة والشاعرة والناقدة الراحلة منار فتح الباب (التي قرأت ورقتها الكاتبة علياء هيكل)، وأدارت الندوة الكاتبة سعاد الزامك.

وكانت الأديبة الراحلة منار فتح الباب قد أعدت حلقة خاصة بالكتاب في برنامجها (الرفيق) في مايو 2018، كما نشرت مراجعة لسيرة المكان في (قافلة حكايات مغربية) بمجلة تراث، الإمارات (مايو 2020).

الكتاب يهديه المؤلف إلى حَفَدَةِ ابن بطوطة، ويقول: “أشعرتني خطواتي في المملكة المغربية أنني برفقة خيط من الحرير يغزل صورا في بساط ريح تحلق أطرافه على شواطيء البحر وعند أقدام المحيط وفي قلب الصحراء وأعلى قمم الجبال، وكأنني في درب عجائبي يسمح للأسطورة والتاريخ أن يتآلفا ويستأنسا الحياة معا”.

الرحلات التي يتضمنها هذا الكتاب ثمرة سفرات دامت أسابيع على مدار سنوات، تبدأ بالاستعداد للسفر، وتُستهل بأشهر مدنها كازابلانكا؛ الدار البيضاء، وتحيا بالتنقل برا بين شمالها وجنوبها، في وثبات يخفق القلب معها حين يسطر القلم ما يراه، حيا يستذكر التاريخ، وحاضرا يستشرف المستقبل.

“رحلاتي في بلد أبي الرحالة العرب جميعا؛ ابن بطوطة، أقدمها مع باقة محبة إلى ذكرى الجد الأكبر لهذا الأدب العربي الفريد؛ أدب الرحلة، مثلما أهديها إلى حفدته، الذين وجدت عندهم صدرا رحبا أورثهم إياه الرجل الذي اتسع صدره للعالم، وأخص بالذكر محقق رحلاته العلامة الأكبر الدكتور عبد الهادي التازي. كما أنها باقة ورد أضعها عند عتبة بلد جميل، تدعم جسر المحبة بين المشارقة والمغاربة، وهو الجسر الذي نعتمد عليه ليكون رسالة تواصل بين التواريخ والأجيال والمستقبل المشترك.”

وصدر (قافلة حكايات مغربية) صدر ضمن سلسلة يوميات عربية عن منشورات المتوسط (ميلانو) ودار السويدي للنشر والتوزيع (أبو ظبي)، في 104 صفحات ، ويشمل رحلات إلى ورزازات، مكناس، واحة زيز، الرشيدية، سجلماسة، شفشاون،تطوان، والعرائش. ويأتي الكتاب الثالث في أدب الرحلة بعد صدور (سيرة مسافر)، و(نهر على سفر)، وقد صدر بعده (أيام دمشقية) عن دار خطوط وظلال. وللمؤلف 43  كتابا بين الرواية والشعر، والدراسات، وأدب الطفل، والترجمة. كما صدرت أعمال شعرية وروائية له باللغات الكورية والانجليزية والروسية والألمانية والاسبانية والفارسية والتركية والسندية والماليالامية؛ إحدى اللغات الهندية.

 

مع الصديقين المحبين القريبين من القلب ماجي وصمويل، والصديق الأبدي المخلص نوري الجراح، ونسخة أولى من “قافلة حكايات مغربية” وديواني القادم من مومباي ” ذاكرة الصمت” ليلة سعيدة في أبو ظبي

من الكتاب: بنت غرناطة

في تطوان، ومدن الشمال المغربي؛ أعمِّها، تجد ذلك الحس الأندلسي يرافقك أينما وليت وجهك، وأنَّى أرسلت خطاك. يدخل بنا الأديب عبد الرحيم العلام إلى متاهة مسقوفة، وكأننا حروف من كلمات فوق سطور من كتاب. علينا أن نعبر السوق والبيوت الأندلسية التي تتوسطها نافورات الفسيفساء، بدءًا من باب المقابر حتى باب الخروج إلى النهار. القيظ يهدأ، وتشتعل الحواس، نرتوي بماء من محل أول.
أحسست أنني وسط متاهات بورخيس، تذكرت الحكايات الأسطورية، عن ذلك الصبي الذي يخشى التيه في الغابة، فأخذ يلقي قطع الخبز وراءه حتى يعود على هديها لدار الأمان، وبدأت أصور العلامات التي تصادفنا، لأسماء المحال والحارات التي نمر بها، فربما ضللنا الطريق فنعود بهدي الصور: فندق النجار، زنقة أحفير، سباط العدول، فّرَّان المسلس، الملاح البالي، سلوقية سيدي الصعيدي “هل جاء من مصر؟!!”، الشرشار، باب العقلة، إسقالة، … وهكذا.

العمارة الشبيهة بقصور الحمراء التي أنشأها التطوانيون لدى هجرتهم جعلتهم يلقبون المدينة “تطوان بنت غرناطة”، حتى أن حديقتهم الأشهر “رياض العشاق” تأسست في سنة 1923 ميلادية على الطراز المعماري لقصور الحمراء، بكهوفها الصخرية تجد على أبوابها أشجار العرعار، والشلال الصناعي الذي يسيل ماؤه نحو نافورة تتوزع حولها أقواس عمارية دقيقة، وتتوزع هنا وهناك كراسي أسمنتية مطرزة بالفسيفساء الخزفية “يسمونها محليا بالزليج، الذي يتميز بصغر حجمه، وتنوع رسومه أندلسية الأصل”، وتشم رائحة اللارنج، وتتناهى إلى سمعك طيور الكناري، ليكتمل المشهد الأندلسي، ولا يبقى إلا أن تسمع قصيدة لشاعري الأندلس الولادة بنت المستكفي وحبيبها ابن زيدون، وأنت تشرب الشاي بالنعناع، في فناجين خاصة. يتذكر الكبار مشاريب محلية كانوا يشربونها صغارا، انظر إلى أسمائها تعرف جنات طعمها: الكوثر، الأطلس بطعم البرتقال، الفرات، الغزالة. تغير كل شيء، حتى اسم الحديقة “رياض العشاق” استبدل باسم: حديقة مولاي رشيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى