
يأتون مباشرة من مطار إنتشون إلى تشيري جاردن ليأكلوا ويبدأوا رحلتهم في كوريا.
قبل عامين التقيتُ بالكاتبة والمسافِرة والشيف “تشيري”، التي تقوم بدور سفيرة لكل الثقافات. . اليوم أقرأ مقال Ko Yong Chul في K-CULTURA Y ARTE عنها. حاليًا، تدير لي يون-سيل (واسمها الإنجليزي Cherry) مطعم Cherry Garden. لكنها ليست مجرد صاحبة مطعم؛ فهي كاتبة ومسافرة عاشت في الخارج لسنوات طويلة، بما في ذلك في سنغافورة، وبنت علاقات عميقة مع أشخاص من جنسيات وخلفيات ثقافية متنوعة. ويمكن الشعور بدرجة حساسيتها وتسامحها الثقافي، المكتسب من احتكاكها بالدبلوماسيين ورجال الأعمال والفنانين، في كل زاوية من زوايا المطعم.
قالت:
“لا أريد للزبائن الأجانب أن يشعروا بعدم الارتياح… أردت أن أخلق مائدة يمكن للجميع الاستمتاع بها معًا.”
هذه الجملة الواحدة تلخّص فلسفة Cherry Garden. فبالنسبة لها، المائدة ليست مكانًا لتناول الطعام فقط، بل فضاءٌ للقصص يحتضن نكهات العالم ومشاعره. هي تطهو بروح الاهتمام، وتقدّم التنوع، وتنشر الدفء بلا حدود.
ويظهر إخلاصها في الخدمة أيضًا: فهي تبتسم وتتحدث مع زبائن لا يتقنون الكورية جيدًا، وترافق بعناية أولئك الذين يبحثون عن خيارات نباتية. تتعامل المديرة لي مع الزبون كصديق أو جار، وليس بصفتها مالكة مطعم. هذه الضيافة الصادقة — المفهومة حتى دون ترجمة — هي ما يدفع الناس للعودة إليها دائمًا.

“مائدة للجميع” — مطعم كوري يتجاوز الحدود الثقافية بتقديمه المأكولات النباتية والحلال
يقع Cherry Garden في الطابق الثاني، بعيدًا عن صخب قلب دونغديمون، ليكون أكثر من مجرد مطعم؛ بل فضاءً يفتح أفقًا جديدًا للمطبخ الكوري كمركز مجتمعي متعدد الثقافات. هذا المكان، المشبع بفلسفة مديرته الكاتبة والمسافِرة لي يون-سيل، يرحّب بالعالم عبر الطعام.

ملاذ هادئ في المدينة — الوجه الجديد للمطبخ الكوري
على بُعد 3 دقائق من مخرج 4 لمحطة دونغديمون في سيول، وفي منطقة ممتلئة بالمراكز التجارية اللافتة واللوحات المضيئة، يظهر فضاء هادئ على غير المتوقع. يقع Cherry Garden في الطابق الثاني، مبتعدًا عن بريق الشارع، ليحتضن هدوءًا أشبه ببعد آخر.
بمجرد عبور الباب، يتلاشى ضجيج الخارج. إضاءة دافئة، موسيقى كلاسيكية هادئة، وطاولات مرتبة بعناية… كلها تشير إلى أن هذا المكان ليس مجرد مطعم بل ملاذ صغير داخل المدينة يمنح الزائر لحظة راحة ثقافية، وليس مجرد وجبة.
وفي دونغديمون — مركز يجتمع فيه السياح والتجار الدوليون — يبرز هذا الهدوء كشيء ثمين. مثل “حديقة سرية فوق أسطح نيويورك”، يخفّف المكان من إيقاع المدينة ويتيح لحظة للتأمل والتواصل.
“مائدة للجميع” — المطبخ الكوري بنسخة نباتية وحلال
أكثر ما يميّز Cherry Garden هو فلسفته الثابتة: “مائدة للجميع”. فهنا، لا تتجلى عولمة المطبخ الكوري في تقديم الأطباق الحارة والكرب المشوي فقط، بل في مراعاة من لا يستطيعون تناول مكونات معينة لأسباب دينية أو صحية أو شخصية.
وجبة “بانسانغ” نباتية بالكامل (Vegan Bansang)
وجبة نباتية خالصة، خالية من اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، تعتمد على الخضروات الموسمية والكمتشي منزلي الصنع ونباتات البرّ (نامول). هذا النهج يبرز مدى غنى المطبخ الكوري حتى دون استخدام اللحوم.
مكونات حلال مجهّزة بشكل منفصل
لزبائنه المسلمين، يتم تجهيز مكونات حلال معتمدة بشكل منفصل تمامًا، مع عناية دقيقة بالأدوات ومسار العمل لمنع أي اختلاط. ولأن المطاعم الكورية الحلال لا تزال قليلة في سيول، يُقدَّر هذا الجهد بشدة من قِبل المجتمع المسلم — من طلاب ودبلوماسيين ورجال أعمال.
في Cherry Garden يصبح المطبخ الكوري أداة للضيافة الشاملة، وليس تقليدًا ثابتًا. ويغدو المكان بطبيعته مساحة ترحب بكل من هو “مختلف”: عائلات أجنبية، طلاب دوليون بمتطلبات غذائية خاصة، وغيرهم. بالفعل، أكثر من نصف زبائن المطعم أجانب من جنسيات مختلفة، مما جعل المكان ساحة تبادل ثقافي طبيعي.
صدق “سوتباب” ونكهة الحلويات المنزلية
قائمة الطعام في Cherry Garden تحمل نفس روح الإخلاص.
كل شيء — من المقبلات إلى طبق “سوتباب” (الأرز المطهو في قدر فردي) — يتم إعداده من مكونات طازجة محلية. الكمتشي والنامول يحضَّران يوميًا. ويمنح “السوتباب” الزبائن الأجانب فرصة تجربة النورونجي (طبقة الأرز المحمّص).
أما الأطباق وأواني الشاي فهي مجموعة جمالية اختارتها المديرة لي خلال سفرها، لتضفي متعة بصرية على التجربة. وتُختتم الوجبة بلبن زبادي منزلي ناعم وصحي يقدّم ختامًا متوازنًا للمذاق.
مطبخ Cherry Garden يحمل قصة حياة المديرة لي وذوقها الفني، ويجسد قيمة “الجُنسونغ” الكورية — الإخلاص والجهد الصادق.
ما هو أبعد من مطعم — صالون مجتمعي متعدد الثقافات
يعمل Cherry Garden كمركز للتبادل الثقافي أكثر منه مطعمًا تجاريًا. تُقام فيه فعاليات منتظمة: لقاءات للطلاب الدوليين، حوارات كتب، منتديات… وكل هذا بفضل شبكة المديرة لي ككاتبة ومسافِرة، إضافة إلى الجو الدافئ والهادئ للمكان.
لدى المطعم قدرة استيعاب تصل إلى 52 شخصًا، مما يجعله مناسبًا للقاءات الجماعية والفعاليات الثقافية. كما أن إطلاق خدمة توصيل صناديق الغداء والزبادي المنزلي قريبًا يعكس رغبة المديرة في مشاركة فلسفة المطعم مع نطاق أوسع.
عَتبة Cherry Garden منخفضة — الجميع مرحب بهم، مهما كانت جنسيتهم أو دينهم أو نظامهم الغذائي.
لكن الضيافة والذوق الداخليين مرتفعان.فهذا المطعم ليس مجرد “مكان للأكل” بل فاصلة حضارية حيث يلتقي الدفء بالهدوء، والاهتمام بالتنوع. في فلسفة المديرة لي يون-سيل، وفي قصص الزبائن الذين يجلسون على مائدتها، يولد المطبخ الكوري من جديد كل يوم. ويقف Cherry Garden كنموذج رائد لـ”مكان التعايش”، يعزز التبادل الثقافي عبر الطعام مع دخول سيول عصراً متعدد الثقافات.
يقع مطعم Cherry Garden في الطابق الثاني من المبنى الواقع في 326 جونغنو، حي جونغنو-غو في سيول، وعلى بُعد ثلاث دقائق فقط سيرًا على الأقدام من مخرج 4 لمحطة دونغديمون. وللاستفسارات والحجوزات، يمكن للضيوف الاتصال على الرقم 02-6449-7043. يقدّم المطعم مجموعة من الأطباق المميّزة، من بينها سوتباب جونغشيك المطهو في أوانٍ فردية، والمطبخ الكوري النباتي التقليدي (بيغيون هانشيك)، ووجبة الحلالبانسانغ المحضّرة بعناية، إضافة إلى الزبادي المنزلي الطازج. وبفضل طاقته الاستيعابية التي تصل إلى 52 ضيفًا، يُعد المكان مناسبًا لحجوزات المجموعات، والمنتديات، والاجتماعات المجتمعية.
كما يخطط Cherry Garden لإطلاق خدمة توصيل صناديق الغداء والزبادي المنزلي قريبًا، مما يوسّع من دوره كمساحة ضيافة متعددة الثقافات، ويعكس اهتمامه الكبير بالاحتياجات الغذائية النباتية والحلال.


