رحلاتشخصياتلقاءات

تشيري، سفيرة كورية لثقافات العالم

Korean journalist, traveler and writer Cherry (Lee Yeon-Sil)

بدايات الشغف بالتواصل مع الثقافات المختلفة

س: من الواضح أن عملك مرتبط بشكل كبير بالشعوب والثقافات والمجتمعات الأخرى. متى ولماذا بدأ هذا الشغف؟

ج: عشت في كوريا فقط حتى بلغت الخامسة والثلاثين من عمري، كنت كـضفدع في بئر“. تغيرت حياتي تمامًا عندما انتقلت إلىسنغافورة في أوائل عام 2000. منذ اليوم الأول، تعرضت لصدمة ثقافية هائلة. ومنذ ذلك الحين، وعلى مدار 24 عامًا، التقيت بأشخاصمن أكثر من 200 دولة حول العالم.

الحياة في سنغافورة: تجربة فارقة

س: قضيتِ أربع سنوات في سنغافورة، أخبرينا عن تجربتك هناك؟

ج: كنت أعيش في شقة سكنية على طريق دوفر في سنغافورة، وكان الجيران، وأولياء أمور الطلاب الدوليين، والكنائس المحلية التي لا يوجدفيها كوريون، جميعهم نشيطين في بناء صداقات دولية. حتى بعد عودتي إلى الوطن، ظللت دائمًا محاطة بأجانب من جنسيات متعددة؛سواء كانوا طلابًا دوليين، أو موظفين حكوميين جاءوا إلى كوريا للتدريب، أو ضباطًا متعددي الجنسيات، أو عمالًا أجانب، أو مهاجرينللزواج

، أو رحالة عالميين زاروا كوريا.

Cherry is with the family of Indonesia ambassador in Korea

تعلم اللغات والتواصل مع الثقافات المختلفة

س: هل استعنتِ بمرشدين أو مترجمين أثناء رحلاتك؟

ج: كنت أتعلم الإنجليزية منهم. وبصفتي شخصًا مهتمًا جدًا بالتاريخ البشري والثقافات، كان من المثير التواصل مع الأجانب يوميًا. لم أنملأكثر من أربع ساعات في اليوم طوال 24 عامًا.

سنغافورة: الوطن الثاني

س: كيف كانت حياتك في سنغافورة؟

ج: بعد أن عشت هناك لأكثر من أربع سنوات، عدت إلى وطني. لكنني أرسلت أفراد عائلتيإخوتي الأصغر وأبناءهمإلى سنغافورة،وقد عاشوا هناك لأكثر من 15 عامًا، وكانوا يزورون كوريا كثيرًا. سنغافورة هي وطني الثاني، وقد مكنتني من رؤية العالم بعيون متوازنة. لقدكانت تجربة فتحت عيني على الثقافات الأجنبية وأنماط الحياة المختلفة. عندما كنت أعيش في سنغافورة، كنت ألتقي بالأجانب ثلاث مراتعلى الأقل يوميًا، وأحيانًا حتى سبع مرات يوميًا. بالنظر إلى الوراء، أشعر أنني عشت حياة مثيرة أشبه برواية.

Cherry (Lee Yeon-Sil) with Uzbek ladies in Tashkent, Uzbekistan

الترحال وزيارة الدول

س: كم عدد الدول التي زرتها قبل وبعد سنغافورة؟

ج: زرت العديد من الدول، في جنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، وغرب آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا. لم أذهب إلى أمريكا،لكنني التقيت بالكثير من الأشخاص من أمريكا الشمالية والجنوبية، كما التقيت ببعض أحفاد السكان الأصليين لأمريكا. كنت أستمتعبالتحدث مع الأجانب سواء في سنغافورة أو كوريا.

Cherry is with Russian children in a Samara’s park in Russia

مدة الرحلات والتفاعل مع السكان المحليين

س: كم تستغرق رحلاتك عادة؟

ج: عادةً ما تستمر رحلاتي من أسبوع إلى عشرة أيام.

س: كيف تتواصلين مع السكان المحليين؟

ج: أستطيع التواصل باللغة الإنجليزية الأساسية. أنا مغامِرة بطبيعتي وأحل المشكلات بنفسي. عندما أسافر في رحلات عمل، أتحدثالإنجليزية مع السكان المحليين. أعرف فقط بضع كلمات باللغة العربية، ولكن عندما أجريت أربعة مقابلات في مصر، احتجت إلى ترجمةعربية.

Cherry is with Professor Immanuel

توثيق الرحلات والكتابة

س: هل وثّقتِ رحلاتك في كتب؟

ج: أكتب عادةً، وقد شاركت في تأليف كتاب مع البروفيسور الأمريكي إيمانويل. كما نشرت مجموعة شعرية بالاشتراك مع كتّاب كوريين. أعتز كثيرًا بكتابياحتضان قلب الكوكب، أما عن روسيا، فقد تناولتها في الفصل الأول من إحدى مقالاتي. ما كتبته على فيسبوك يعادل40 كتابًا، بالإضافة إلى مقالاتي المنشورة في الصحف والمجلات هنا وهناك.

أنا لست شخصية مشهورة، لذلك لم تلقَ كتبي انتشارًا واسعًا أو مبيعات كبيرة، لكن لديّ قرّاء منتظمون يهتمون بكتاباتي. أعتبر الكتبسجلًا لحياتي.

الصداقات والعلاقات الدولية

س: هل تحافظين على صداقات مع الأشخاص الذين التقيتِ بهم في رحلاتك؟

ج: بالطبع! لقد التقيت وتحدثت مع أشخاص من أكثر من 200 دولة خلال حياتي. التقيت بأشخاص من جميع أنحاء العالم على الأقل مرةواحدة، وخضت تجارب مختلفة مع كل ثقافة ودولة. لقد التقيت بأكثر من 20,000 شخص أجنبي، من بينهم أصدقاء مقربون احتفظتبعلاقات قوية معهم.

الصور وتوثيق للرحلات

س: هل تحتفظين بصور أو مقاطع فيديو من رحلاتك؟

ج: نعم، لدي العديد من الصور وبعض مقاطع الفيديو. لكن عندما قمت بتغيير هاتفي ذات مرة، فقدت للأسف عددًا كبيرًا من صوري، خاصةتلك الملتقطة في نيبال وهونغ كونغ وماكاو، مما أحزنني كثيرًا.

الثقافة العربية وفهم التاريخ الإنساني

Cherry with the Egyptian ambassador in Korea, his wife and Chairman Park Dong-seok

س: ما رأيك في الثقافة العربية؟

ج: الثقافة العربية هي مفتاح فهم التاريخ البشري. فقد كانت العالم العربي في قلب العالم لفترات طويلة. من لا يعرف الثقافة العربية، فكأنهيجهل نصف التاريخ الإنساني! لقد ساهمت الثقافة والتاريخ العربيان في تطوير البشرية، ليس فقط في مجالات العلم والتكنولوجيا، ولكنأيضًا في ثقافة الطعام، التي كان لها تأثير هائل على المجتمعات العالمية.

أنا مهتمة جدًا بالمطبخ العراقي، فالكثير من الأطعمة الكورية مثل السوجو والبيرة والخبز تعود جذورها إلى العراق. الطعام العربي، وخاصةالطعام الحلال، يتميز بالنظافة والصحة والأمان، وهو طعام يسمح به الله للإنسان.

رسالة إلى القرّاء العرب

س: ما هي رسالتك للقراء العرب؟

ج: ينبغي على الشعوب العربية أن تفخر بتاريخها وثقافتها، فهم أذكياء جدًا وجميلون. ولكن، هناك عدم معرفة كافية بكوريا في العالمالعربي، كما أن الكوريين يعرفون القليل عن العرب. لم أزر سوى أماكن قليلة في العالم العربي، وليس لدي الكثير من الأصدقاء العرب، كماأنني لا أتحدث اللغة العربية، مما يجعل هناك بعض سوء الفهم والتحيزات حول البلدان العربية.

يعتقد البعض أن العرب مجرد صحراء وجِمال ونفط، لكن كلما عرفت أكثر عن العالم العربي، كلما ازددت اندهاشًا بعظمته. هناك أشياءمدهشة لا تُحصى في البلدان العربية، التي تُشكّل حوالي 20 دولة!

انظروا إلى حضارات بلاد الرافدين ومصر، كم هي مذهلة وعريقة! قبل الموجة الكورية (Korean Wave) في القرن العشرين، كانت هناكموجة عربية امتدت لفترات طويلة في تاريخ البشرية.

أتمنى أن يستمر أحفاد هذه الحضارات العظيمة في تحقيق الإنجازات والتألق، مثل طائر الفينيق الذي ينهض من رماد الصحراء. أنا أحبالثقافة العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى