
يا سامريُّ.. لك السيف والدَّمُ
شعر، يوسف حطّيني، فلسطين
خرجنا من القُمقمِ الهشّ
يا هائماً في بلادٍ تعاديك أزهارُها
في بلادٍ تعاديكَ أطيارُها
ويغنّي لنا بينَ أشجارها العندليبْ
خرجنا من القُمقمِ الهشّ
عُدْ تائهاً يا غريبْ
إلى وهم تلمودِك السَّيْفِ
واحملْ تراثَك،
عجلَكَ يا سامريُّ
إلى أيّ أرضٍ تشاءُ
بعيداً عن العطرِ
أنتَ تدنّسُ هذا المدى يا غريبُ
تُدَنّسُ إسراءَهُ
طُهْرَ معراجِهِ
فانطلقْ نحوَ تيهكَ
لا تخلط الزّيفَ بالنّورِ
لا ترسم الجغرافِيا وفقَ تاريخِكَ الوهمِ
عُدْ للميشناه والجِمارا
تدثّرْ بتلمودِك السَّيْفِ في زمهريرِ الضَّياعْ
ولا تقتربْ حيثُ كنعانُ يحكي حكايتنا
يا غريبُ:
لنا طبريّا وحيفا ويافا
لنا صفدٌ يتربع جرمَقُها في كتابِ القلاعْ
لنا الرّملةُ، اللّدُّ، عَكّا
وسورٌ يردّ عن السَّهل والجَبَلِ المطمئنِّ
الضّباعْ
وزلزلةَ البحرِ
سورٌ يردُّ الطُّغاةْ
ونابُلْسُ تشعلُ ليلَ الغزاةْ
لكَ السيفُ والدّمُ
والسَّيرُ في حالكاتِ الضّبابْ
وظلُّ الخرابْ
وحلمُ السّرابْ
ويبقى لنا الماءُ، يا سامريُّ،
هوَ الدّمعُ حصّتُنا من كتاب الأنينْ
وذكرى حصارٍ ومذبحةٍ في جنينْ
وبيسانُ وهي تَزُفّ شبابَ التحدّي إلى العُرْسِ
في غضبةِ القدسِ
طولكرمُ تطوي جراحَ الجليلْ
وتمضي كرومُ الخليل
إلى تينةٍ في”رام الله”
وتحرُسُ حلمَ النَّقَبْ
فخذ يا غريبُ ضَيَاعَكَ
واتركْ سماءَ فلسطينَ
للقادمين من الفجرِ
واتركْ حقولَ القصبْ
وخذْ ما تشاءُ من اللّحْمِ والعَظْمِ
والروحِ والجسمِ
كسّر عظاما
وأحزنْ أيامى
وشرّدْ يتامى
شبعتَ من الدّمِ،
فاتركْ لنا يا غريبُ جراحاتنا الغائره
تقحّم بشمشونك الزّائفِ المستبدِّ
خرائبَ أخرى
ودع آيةَ الله في حِرزنا
وَلْتعدْ نحو تيهكَ يا سامريُّ
ودعْ ما تشاءُ من النَّزْفِ في
وجع الخاصرهْ
وانطلقْ في كتاب المدى حيث شئتَ
بعيداً عن القدسِ
والنّاصِرَهْ.